العمل، و هاهم يعملون باخبار
غير الإمامية كما يعملون بها كما عرفت في غير مقام، و لعل الامر بالتأمل إشارة الى
ذلك، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و منها أن يكون الراوي من آل أبي الجهم- إلى قوله- فتأمل:
لعل
وجه التأمل دفع ما يقال من أن ما يذكر في الترجمة[1]
المزبورة أن آل أبي الجهم بيت كبير و بيت جليل، و ذلك لا يفيد و لا ينفع فيما نحن
فيه من ذكر الإمارات للمدح أو الاعتماد، بأن المراد بالجلالة و الكبر ما كان من
جهة الرواية و بالنسبة الى ما يتعلق بالحديث، لأن الرجالي انما يتكلم في أحوال
الراوي من حيث الرواية، و لعل الوجه في التأملات الآتية المذكورة في الآل ذلك
أيضا، فان المذكور في ترجمة جعفر بن المثنى أنه من بيت آل نعيم، و هم من بيت جليل،
و في عمر ابن أبي شعبة: إن آل أبي شعبة بيت مذكور في أصحابنا، فلاحظ و تأمل و
اللّه الهادي المعين.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و منها أن يذكره النجاشي أو مثله و لم يطعن عليه، فانه ربما
جعله بعض سبب قبول روايته منه، على ما سيجيء في الحكم بن مسكين، فتأمل.
لا
يخفى أن الرجالي- النجاشي كان أو غيره- إذا ذكر رجلا و لم يطعن عليه لا يدل على
مدح له فضلا عن الوثاقة و الاعتماد، لوضوح أن
[1] يريد بالترجمة المزبورة ترجمة منذر بن محمد بن منذر
و سعيد بن أبي الجهم، فراجع التعليقة للوحيد( ص 12).( المحقق)