(قوله
أعلى اللّه مقامه): (على أنه ربما يكون ظاهر شيخية الإجازة حسن العقيدة إلا أن
يظهر الخلاف، فتأمل).
لا
يخفى أن ظهور حسن العقيدة من شيخية الإجازة- لو سلم- انما هو مع وجود هذا اللفظ،
أما مع عدمه و دعوى كون الذي أطلق في حقهم لفظ الصحة أنهم من مشايخ الإجازة كما في
المقام، فلا، و لعل الأمر بالتأمل اشارة الى ذلك، و قد يقال بان المقصود و الغرض
انما هو حصول المظنة بحسن العقيدة و هي حاصلة بعد احراز شيخية الإجازة و لو من
الخارج، اذ يبعد طلب الحديث و الاستجازة فيه و في روايته من غير الإمامي، سيما مع
امكان الاستجازة من الإمامي، لظهور التعصب في الإمامية القاضي بالتحاشي من غيرهم
مهما أمكن، سيما في طلب الروايات المتعلقة بالدين، فحيث لم يعلم شيخ الإجازة بسوء
العقيدة تحصل المظنة بحسنها، و هو كاف كغيره من موارد الظن المتعلقة بالرجال التي
ثبتت كفايته فيها، كالاتحاد و التعدد و التشخيص للمشترك، الى غير ذلك، و هذا متجه
حيث يحصل الظن، و لكن الشأن في دعوى حصوله بمجرد احراز كونه شيخ اجازة مع الاعتراف
بكثرة مشايخ الإجازة من فاسدي العقيدة كما سبق، فان ذلك يقضي بتعارف الاستجازة من
فاسدي العقيدة من دون تحاش أصلا، كما يقضي به الاعتبار، إذ بعد وثاقة الرجل في
دينه و ضبطه و اتقانه في الحديث بحيث عرف ذلك من حاله، فاي بأس فى الاستجازة منه،
و أخذ الأحاديث عنه، و ما كان أخذ الأحاديث عن غير الإمامية باعظم من العمل بها من
غيرهم، بل غاية ما يقصد من الأخذ انما هو