الرواية عن الإمام- عليه
السلام- بلا واسطة بل مشافهة و سماعا منه كان ذلك دالا على أنه كثير الاتصال به
شديد الصحبة له، بل ربما يبلغ ذلك به إلى كونه من خاصته و بطانته، و هكذا لو كان
كثير السماع من الشيخ فانه أعلى مراتب التحمل للرواية، فانه يفيد مدحا تاما، سيما
لو كان من يتحمل منه من المشاهير أو من الأجلاء، و كيف كان و على كل حال فلا يفيد
التوثيق و التعديل أصلا حتى مع عدم الطعن فيه، فما عن الشهيد[1]
من القول بافادته ذلك مع عدم الطعن في محل المنع، بل لابد من التنصيص عليه
بالتوثيق أو ما هو بحكمه كما عن الشهيد[2]
رادا عليه
نعم
يكون بذلك في نظم الحسان كما عن جماعة عدّ حديث علي بن الحسين السعد آبادي حسنا
لكثرة روايته[3].
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و منها كونه ممن يروي عنه أو عن كتابه جماعة من الأصحاب
قد
يقال[4] بتقييده
بالواجبات و المحرمات، فان كثرة الروايات في المستحبات و المكروهات لا تدل على
القوة و المدح للتسامح فيها.
(و
أنت خبير) بان فتح باب التسامح في السنن لا ينافي الظهور
[1] المراد بالشهيد- هنا- الشهيد الأول محمد بن مكي
الشامي العاملي.
[2] يريد بالشهيد- هنا- الشهيد الثاني زين الدين
العاملي.
[3] راجع: ما ذكره( الوحيد) في التعليقة( ص 122) في
ترجمة الحكم ابن مسكين، و راجع أيضا( ص 229- ص 230) في ترجمة علي بن الحسين
السعدآبادي.
[4] القائل هو الشيخ ملا علي رحمه اللّه.( منه قدس سره)