المدعى، و أن رواية جماعة من
الأصحاب عنه أو عن كتابه إمارة على المدح له و لكتابه، بل ربما يدل على نوع اعتماد
في الجملة، سيما لو كانت الجماعة كثيرة، و خصوصا لو كان فيهم الجليل، أو المعتمد،
أو من أهل الاجماع، إلى غير ذلك من الإمارات التي يختلف لأجلها المدح قوة و ضعفا و
لا فرق في هذا الظهور بين كون الأخبار متعلقة بالواجبات و المحرمات أو كانت في
السنن، فتأمل جيدا، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و يظهر مما سيذكر في عبد اللّه بن سنان و محمد بن سنان و
غيرهما مثل الفضل بن شاذان و غيره.
لا
يخفى أن مثل عبد اللّه بن سنان و محمد بن سنان و أمثالهما غير محتاجين فيهم إلى
هذه الإمارة و شبهها، لتبين حالهم، و ظهور وثاقتهم بل و جلالتهم و لكن غرض المصنف-
أعلى اللّه مقامه- أن تبين حالهم و ظهور أمرهم حتى صار بهذه المثابة، بهذه الإمارة
و أمثالها، فان علماء هذا الفن- شكر اللّه سعيهم- جمعوا تلك الإمارات و ضبطوا تلك
الدلائل حتى اتضح الحال و زال الاشكال، فالغرض أنها بنفسها من إمارات المدح و
الاعتماد، فكيف إذا انضاف اليها غيرها مما هو مثلها أو أعظم منها، كما في عبد اللّه
بن سنان و محمد بن سنان و أضرابهما، و لكن قد يقال بان الموجود في ترجمة عبد اللّه
بن سنان غير ما بايدينا إذ الموجود في (النجاشي) في حقه- بعد الترجمة- و أنه «ثقة
من أصحابنا جليل لا يطعن عليه في شيء، روى عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- (و
قيل) روى عن أبي الحسن- عليه السلام- و ليس يثبت» ثم ذكر كتبه- ثم قال- «روى هذه
الكتب عنه جماعات من أصحابنا لعظمته في الطائفة وثقته