الموثق، و هذا إنما جاء بواسطة
التوثيق المجرد عن ظاهره فقد أوقع من عثر عليه في خلاف الواقع، و هذا هو التدليس،
و قد ينعكس الأمر فيكون الترجيح في الواقع للمعارض، كما لو فرض أنه هو الصحيح و
لكن بواسطة التوثيق المجرد عن الصارف عن ظاهره يحكم بالتخيير لو فرض انتفاء المرجح
من غير صفة الصحة الموجودة في كل من المتعارضين و الواقع خلافه، و هذا انما جاء
بواسطة التوثيق و لو قرن بما يكشف عن المراد به لم يجيء هذا كله، و هذا هو
التدليس، و حينئذ فالضرر غير مرتفع بل هو موجود، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و أما إذا كان مثل علي بن الحسن[1]
فمن جرحه يحصل ظن و ربما يكون أقوى من الإمامي فهو معتبر في مقام اعتباره.
الوجه
في حصول الظن بجرحه و كونه أقوى من الإمامي أنه مع وثاقته جدا أخبر و أعلم من غيره
من علماء الرجال، كما ذكروا ذلك في ترجمته ففي تعليقة (المصنف): عن العدة أن
الطائفة عملت بما رواه بنو فضال، و كثيرا ما يعتمدون على قوله في الرجال، و
يستندون إليه في معرفة حالهم من الجرح و التعديل، بل غير خفي أنه أعرف بهم من غيره
بل من جميع علماء الرجال فانك اذا تتبعت وجدت المشايخ في الأكثر- بل كاد أن يكون
الكل- يستندون إلى قوله و يسألونه و يعتمدون عليه.
(قلت)
فاذا كان حاله بهذه المثابة و هذه المنزلة فلا إشكال في حصول الظن بقوله، بل و
كونه أقوى من كثير، فهو معتبر حيث لا معارض له
[1] المراد علي بن الحسن بن علي بن فضال الفطحي(
المحقق)