لقبول تلك الأخبار و ان كانت
صحاحا عندهم، لفقد الشرط عندنا، بناء على اعتبار العدالة في القبول و لو بالمعنى
الأعم الذي يراه الشيخ و من تبعه شرطا كما هو الوجه، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): أو لم تبق عليه.
المراد
أن هذه الأخبار التي شهد المشايخ بصحتها و الاعتماد عليها كانت كذلك في زمنهم و ما
قاربه لقرب عهدهم و تيسر القرائن الموجبة لظنها و الوثوق بها التي (منها) عدم
تقطيع الأخبار الذي جاء منه الإضمار في كثير من الأخبار الموجب للتوقف فيها، بل
ورد كثير منها.
(و
منها) اضمحلال الأصول الأربعمائة في هذه الأزمنة و ما شابهها الموجب لعدم
الاطمئنان بما في أيدينا أو لعدم مساواته لما لو كانت موجودة ميسورة لنا منضمة الى
غيرها من الإمارات و الكتب التي فقدت ككتب ابن ابي عمير و غيره، الى غير ذلك من
موجبات الصحة و الوثوق و الاعتماد التي كانت هي المنشأ في تلك الشهادة من أولئك المشايخ
العظام و العلماء الأعلام.
و
من هنا ادعى الشيخ الحرّ و غيره قطعية الأخبار[1]
لقرائن كثيرة أقاموها، و امارات جمة ببنوها حسبوا أنها بلغت تلك الدعوى فتجاسروا
عليها، و ادعوها غير مكترثين بها، و لا متهمين أنفسهم عليها، و قد عرفت سابقا أنها
من الخطأ بمكان.
(نعم)
هي بعد التأمل بها غاية ما تفيد لنا الظن بها في الجملة
[1] ادعى الحر ذلك في آخر الوسائل، في الفائدة السادسة