البحث عن هذا المزكى بعد الجهل
بعينه، و يمكن أن يقال: إن المراد للمصنف أن التزكية بناء على كونها من قسم الخبر
فالاعتماد على توثيق هؤلاء يكون من باب العمل بالأخبار الموثقة بعد فرض وثاقة
هؤلاء في أديانهم، و ليس المقصود جعل الخبر الذي في طريقه هذا الموثق بتوثيق هؤلاء
من قسم الموثق حتى يرد عليه ما تقدم، و لكن يرد عليه أنه تزكية لمجهول العين، اذ
الفرض سدّ الباب لمعرفة هذا الموثق إلا من جهة توثيق هؤلاء و هو غير جائز، لاحتمال
وجود المعارض الذي لا يمكن نفيه بالأصل للعلم الإجمالي بكثرة الجرح كما عرفت، و
لعل الأمر بالتأمل إشارة الى هذا كله.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): بل من باب رجحان قبول، الخ.
المراد
أن من اعتمد على توثيق هؤلاء ليس لحصول الوثاقة بتوثيقهم بل قد يكون لحصول رجحان
قبول الرواية بواسطة توثيقهم لكونهم أهل الخبرة و من أهل الاعتماد في أقوالهم،
فيفيد توثيقهم حسن حال هذا الموثق و الاطمئنان بخبره، فيكون خبره من قسم صحيح
القدماء الذي هو الموثوق بصدوره و المطمأن به، و لعل من هذا الباب ما عن العلامة
في ابن نمير[1] في مواضع
من أنه يروى عن ابن عقدة عنه التوثيق و نحوه
[1] ابن نمير- هذا- هو عبد اللّه بن نمير أبو هشام
الخارفي- من خارف همدان، و هو من رجال العامة، و قد وقع في طريق الصدوق في باب
ميراث الأجداد و الجدات من كتابه( من لا يحضره الفقيه) ترجم له ابن حجر في تهذيب
التهذيب، و روى عنه جماعة، منهم هشام- ابن عروة، و الأعمش، و ابنه محمد، و احمد، و
ابن معين، توفي سنة 199 ه و له أربع و ثمانون سنة.( المحقق)