و لو بالنسبة الى المتن و
الدلالة (و دعوى) قطعية الدلالة كما وقع من الحرّ في (وسائله) في الفائدة العاشرة
من الفوائد التي ذكرها في آخرها (فهي من الغرائب) و ما هي إلا مكابرة صرفة و عناد
بحت (و يحتمل) أنه يريد أن ظنية الدلالة مما لا شبهة فيها، و هذا المدلول الذي هو
مظنون مختلف بواسطة النقل، فانا نرى بالعيان اختلاف المتن في الرواية الواحدة من
جهة الكتب المروية فيها، ففي كتاب الشيخ (الواو) الدالة على مطلق الجمع، و في كتاب
الفقيه مثلا (الفاء) بدلها الدالة على الترتيب و في ثالث (أو) مكانهما الدالة على
التخيير، إلى غير ذلك من الأمور التي يختلف بها المعنى، و لا شك أن نقل الثقة
الضابط المتأمل الذي لم يتسرع في نقله و لا هو كثير السهو و الغفلة أمتن و أقوى،
سيما لو كان عارفا بصيرا باللغة و العرف الموقوف عليهما النقل بالمعنى، اذ كثيرا
ما يحتاج اليه بل لعل الديدن عليه، و لا يعرف ذلك إلا بالرجوع إلى علم الرجال و
الاطلاع على أحوالهم، و ما قيل فيهم، فهناك يعرف الضابط من غيره و الثقة من غيره،
و العالم و الأعلم من غيره، ففي باب التعارض لابد من الرجوع الى هذا الفن إذ به
يظهر الترجيح، و حينئذ فتكون الحاجة اليه قائمة حتى على دعوى القطعية، و هو
المطلوب.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): على أن جل الأحاديث متعارضة و يحصل من الرجال
أسباب
الرجحان و المرجوحية:
هذا
من الواضحات فان من الأسباب المرجحة العدالة و الوثاقة و الأعدلية و الأوثقية، و هما
مستفادان من الرجال، هذا على إرادة الرجحان و المرجوحية من حيث الصدور، كما هو
الظاهر، فيكون هذا مبنيا