من التزوير و التغيير، كما هي
الطريقة المألوفة بين الناس في كل عصر و زمان فهو من الظنون الخاصة، و مثله باب
التزكية فان دخولها في باب الخبر كما هو المشهور قوي (كما حررناه في رسالة مستقلة)
فلاحظ و تأمل و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و لا شبهة أن الرجال له دخل فيهما.
هذا
مما لا إشكال فيه، و لا شبهة تعتريه، إذ بملاحظة أحوال الرجال و ما ذكر فيهم، و
الاطلاع على أحوالهم و صفاتهم يحصل الوثوق أو عدمه فان كون الراوي عدلا ثقة ضابطا
مما يوجب الوثوق، بل قد تحصل الأوثقية و شدة الاعتماد، ككونه من أهل الاجماع، أولا
يروي عن المجاهيل أولا يروي إلا عن ثقة كابن أبي عمير، فيحصل بذلك غلبة الظن، بل
قد يحصل الظن المتاخم للعلم، و بالضد بالضد ككون الراوي مثلا غاليا كذابا الى غير
ذلك، فهو يقول- أعلى اللّه مقامه- لا شبهة في أن الرجال له دخل بل و تمام الدخل في
الوثوق و عدمه.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و لو سلمت القطعية فلا شبهة في ظنيتها متنا الخ.
مراده
أن القطعية أولا مما لا شك في بطلانها، و لو سلمت فلا تنفع بعد كون الدلالة ظنية،
إذ كون الصدور قطعيا- لو سلم- لا يوجب كون الحكم قطعيا بعد كون الدلالة ظنية، فلا
مناص عن القول بالظن