أقول: رواية البرقيّ و الكشّيّ عن الضعفاء وجهها موافقة رواياتهم لروايات الثقات و كونها مؤيّدة لها، و قلّما يسلم ثقة من الرواية عن الضعفاء و إذا تواترت أو دلّت عليها القرائن فلا إشكال فيها.

الفضل بن شاذان النيسابوريّ روى عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، و قيل عن الرضا (عليه السلام)، و كان ثقة جليلا متكلّما، له عظيم شأن في هذه الطائفة، قيل: إنّه صنّف مائة و ثمانين كتابا و ترحّم عليه أبو محمّد (عليه السلام) مرّتين، و روى ثلاثا ولاء، و نقل الكشّيّ عن الأئمّة (عليهم السلام) مدحه، ثمّ ذكر ما ينافيه، و قد أجبنا عنه، و هذا الشيخ أجلّ من أن يغمز عليه، فإنّه رئيس طائفتنا رضي اللّه عنه، قال العلّامة، و قال النجاشيّ: كان ثقة أجلّ أصحابنا الفقهاء و المتكلّمين، و له جلالة في هذه الطائفة، و هو في قدره أشهر من أن نصفه.

و قال الشيخ: إنّه متكلّم فقيه جليل القدر، له كتب و مصنّفات، و ذكره في أصحاب الهادي و العسكريّ (عليهما السلام) و روي: له مدائح بليغة، و ذمّ يسير، وجهه التقيّة كما رواه الكشّيّ في زرارة [1].

عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)، جليل القدر ثقة، قاله الشيخ، و ذكره أيضا في أصحاب الصادق (عليه السلام) و الكاظم و الرضا (عليهم السلام) و وثّقه، و روى الكشّيّ: أنّه أدرك الجواد (عليه السلام) أيضا، و قال المفيد في الإرشاد: و كان عليّ بن جعفر راوية للحديث، سديد الطريق، شديد الورع، كثير الفضل، و لزم أخاه موسى (عليه السلام) و روى عنه كثيرا [2].

الفضل بن الحسن الطبرسيّ أبو عليّ، ثقة جليل القدر من علمائنا، له كتب، منها: مجمع البيان، و روى صحيفة الرضا (عليه السلام)، و ذكره العلّامة و غيره من

[1] رجال النجاشيّ: 216- رجال العلّامة الحلّيّ: 132- الفهرست للشيخ الطوسيّ: 254.

[2] رجال النجاشيّ: 176- الفهرست للشيخ الطوسي: 212- الإرشاد للمفيد: 287.