5 [1] وَ قَالَ الرِّضَا (عليه السلام): إِنَّمَا أُمِرُوا بِالْحَجِّ لِعِلَّةِ الْوِفَادَةِ إِلَى اللَّهِ، وَ طَلَبِ الزِّيَادَةِ، وَ الْخُرُوجِ مِنْ كُلِّ مَا اقْتَرَفَ الْعَبْدُ تَائِباً مِمَّا مَضَى، مَعَ مَا فِيهِ مِنْ إِخْرَاجِ الْأَمْوَالِ وَ تَعَبِ الْأَبْدَانِ، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ مِنَ الْمَنَافِعِ مِنْ بَيْنِ تَاجِرٍ، وَ جَالِبٍ، وَ بَائِعٍ، وَ مُشْتَرٍ، وَ كَاسِبٍ، وَ مِسْكِينٍ، وَ مُكَارٍ [2]، وَ فَقِيرٍ، وَ قَضَاءِ حَوَائِجِ أَهْلِ الْأَطْرَافِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُمْكِنِ [3] لَهُمُ الِاجْتِمَاعُ فِيهِ، مَعَ مَا فِيهِ مِنَ التَّفَقُّهِ، وَ نَقْلِ أَخْبَارِ الْأَئِمَّةِ (عليهم السلام) إِلَى كُلِّ صُقْعٍ [4] وَ نَاحِيَةٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [5] وَ لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ [6].
6 [7] وَ رُوِيَ فِي الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَلَّفَ اللَّهُ الْعِبَادَ الْحَجَّ: أَنَّهُ جَعَلَ فِيهِ الِاجْتِمَاعَ مِنَ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ لِيَتَعَارَفُوا، وَ لِيَنْزِعَ كُلُّ قَوْمٍ مِنَ التِّجَارَاتِ [مِنْ بَلَدٍ] [8] إِلَى بَلَدٍ، وَ لِيَنْتَفِعَ بِذَلِكَ الْمُكَارِي وَ الْجَمَّالُ، وَ لِتُعْرَفَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله)، وَ تُعْرَفَ أَخْبَارُهُ [9]، وَ يُذْكَرَ وَ لَا يُنْسَى.
2- يجب على الناس الحجّ في كلّ عام وجوبا كفائيّا.
7 [10] قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ الْحَجَّ عَلَى أَهْلِ الْجِدَةِ فِي كُلِّ عَامٍ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ [11] قِيلَ: فَمَنْ لَمْ يَحُجَّ مِنَّا فَقَدْ كَفَرَ؟
[1] الوسائل 8: 7/ 15.
[2] الأصل: مكاري.
[3] رض: المتمكّن.
[4] الصّقع: ناحية الأرض و البيت (اللّسان: صقع).
[5] التّوبة: 122.
[6] الحجّ: 28.
[7] الوسائل 8: 8/ 18.
[8] أثبتناه من باقي النّسخ.
[9] باقي النّسخ: آثاره.
[10] الوسائل 8: 10/ 1.
[11] آل عمران: 97.