أَمْسِ بِمَا فِيهِ فَلَا يَرْجِعُ أَبَداً، فَإِنْ كُنْتَ فَرَّطْتَ فِيهِ، فَحَسْرَتُكَ شَدِيدَةٌ، وَ أَنْتَ فِي غِرَّةٍ مِنْ غَدٍ لَعَلَّكَ لَا تَبْلُغُهُ، وَ إِنْ بَلَغْتَهُ فَلَعَلَّ حَظَّكَ فِيهِ التَّفْرِيطُ مِثْلُ حَظِّكَ فِي الْأَمْسِ، وَ إِنَّمَا هُوَ يَوْمُكَ الَّذِي أَصْبَحْتَ فِيهِ فَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ لَيْسَ يَأْمُلُ مِنَ الْأَيَّامِ إِلَّا يَوْمَهُ [1] الَّذِي أَصْبَحَ فِيهِ وَ لَيْلَتَهُ، فَاعْمَلْ أَوْ دَعْ، وَ اللَّهُ الْمُعِينُ عَلَى ذَلِكَ.
356 [2] وَ قَالَ الصَّادِقِ (عليه السلام): إِنَّ النَّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا بْنَ آدَمَ، اعْمَلْ فِي يَوْمِكَ هَذَا خَيْراً أَشْهَدْ لَكَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكَ [3] يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ فِيمَا مَضَى، وَ لَا آتِيكَ فِيمَا بَقِيَ، فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
357 [4] وَ قَالَ (عليه السلام): الْمَغْبُونَ مَنْ غَبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ.
358 [5] وَ قَالَ (عليه السلام): مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَ مَنْ كَانَ آخِرُ يَوْمَيْهِ خَيْرَهُمَا فَهُوَ مَغْبُوطٌ، وَ مَنْ كَانَ آخِرُ يَوْمَيْهِ شَرَّهُمَا فَهُوَ مَلْعُونٌ، وَ مَنْ لَمْ يَرَ الزِّيَادَةَ فِي نَفْسِهِ فَهُوَ إِلَى النُّقْصَانِ، وَ مَنْ كَانَ إِلَى النُّقْصَانِ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْحَيَاةِ.
العاشر: في محاسبة النفس
359 [6] قَالَ (عليه السلام): عَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ:
سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَ سَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيمَا صَنَعَ [7] اللَّهُ إِلَيْهِ، وَ سَاعَةً يَخْلُو فِيهَا بِحَظِّ نَفْسِهِ مِنَ الْحَلَالِ، فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ لِتِلْكَ السَّاعَاتِ.
360 [8] وَ قَالَ (عليه السلام): حَاسِبْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ لِحِسَابِكَ غَداً، وَ زِنْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ، وَ تَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ.
[1] الأصل: إلى يومه.
[2] الوسائل 11: 375/ 2.
[3] ش 1: عند ربّي.
[4] الوسائل 11: 367/ 4.
[5] الوسائل 11: 376/ 5.
[6] الوسائل 11: 378/ 4.
[7] ش 1 و 2: يتفكّر فيها فيما صنع.
[8] الوسائل 11: 379/ 7.