نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 658
ذكر الإمام الخامس أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
[ما ذكره كمال الدين بن طلحة في تأريخه و فضائله و كلامه ع]
قال كمال الدين: هو باقر العلم و جامعه، و شاهر علمه و رافعه، و متفوّق درّه و راضعه، و منمق درّه و واضعه، صفا قلبه و زكا عمله، و طهرت نفسه، و شرفت أخلاقه، و عمرت بطاعة اللّه أوقاته، و رسخت في مقام التقوى قدمه، و ظهرت عليه سمات الازدلاف و طهارة الاجتباء، فالمناقب تسبق إليه، و الصفات تشرف به.
فأمّا ولادته (عليه السلام) فبالمدينة في ثالث صفر سنة سبع و خمسين للهجرة قبل قتل جدّه الحسين بثلاث سنين، و قيل غير ذلك.
فأمّا نسبه أبا و أمّا؛ فأبوه زين العابدين علي بن الحسين (عليهم السلام)، و أمّه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب و تدعى أم الحسن، و قيل: أم عبد اللّه.
و أمّا اسمه فمحمّد و كنيته أبو جعفر، و له ثلاث ألقاب: باقر العلم، و الشاكر، و الهادي، و أشهرها الباقر، و سمّي بذلك لتبقّره في العلم و هو توسّعه فيه.
و أمّا مناقبه الحميدة و صفاته الجميلة فكثيرة:
منها: قال أفلح مولى أبي جعفر قال: خرجت مع محمّد بن علي حاجا، فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته، فقلت: بأبي أنت و أمّي، إنّ الناس ينظرون إليك فلو رفّقت بصوتك قليلا؟ فقال لي: و يحك يا أفلح و لم لا أبكي لعلّ اللّه تعالى أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غدا، قال: ثمّ طاف بالبيت ثمّ جاء حتّى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه.
و كان إذا ضحك قال: اللهمّ لا تمقتني.
و قال عبد اللّه بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر، و لقد رأيت الحكم (1) عنده كأنّه متعلّم.
(1) الظاهر أنّه حكم بن عتيبة الكندي المتوفى سنة 113 الآتي ذكره فإنّه الذي مدحوه بكثرة العلم و الفقاهة.
قال ابن حجر و قال مجاهد: رأيت الحكم في مسجد الخيف و علماء الناس عيال عليه، و قال جرير عن مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة خلوا له سارية النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يصلّي إليها، و قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة بعد إبراهيم و الشعبي مثل الحكم و حماد إلى غير ذلك ممّا قالوا في حقّه.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 658