نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 659
و روى عنه ولده جعفر (عليهما السلام) قال: كان أبي يقول في جوف الليل في تضرّعه:
أمرتني فلم آتمر، و نهيتني فلم أنزجر، فها أنا عبدك بين يديك و لا أعتذر.
و قال جعفر: فقد أبي بغلة له، فقال: لئن ردّها اللّه تعالى لأحمدنّه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتى بها بسرجها و لجامها، فلمّا استوى عليها و ضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال: الحمد للّه، فلم يزد ثمّ قال: ما تركت و لا بقيت شيئا، جعلت كلّ أنواع المحامد للّه عزّ و جلّ، فما من حمد إلّا و هو داخل فيما قلت.
أقول: صدق و برّ (عليه السلام) فإنّ الألف و اللام في قوله: الحمد للّه يستغرق الجنس، و تفرّده تعالى بالحمد.
و نقل عنه (عليه السلام) أنّه قال: ما من عبادة أفضل من عفّة بطن و فرج، و ما من شيء أحب إلى اللّه من أن يسأل، و لا يدفع القضاء إلّا الدعاء، و إنّ أسرع الخير ثوابا البر، و أسرع الشر عقوبة البغي، و كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، و أن يأمر الناس بما لا يفعله، و أن ينهى الناس عمّا لا يستطيع التحوّل عنه و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.
و قال عبد اللّه بن الوليد: قال لنا أبو جعفر يوما: أ يدخل أحدكم يده كم صاحبه فيأخذ ما يريد؟ قلنا: لا، قال: فلستم إخوانا كما تزعمون.
و قالت سلمى مولاة أبي جعفر: كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتّى يطعمهم الطعام الطيّب، و يكسوهم الثياب الحسنة، و يهب لهم الدراهم، فأقول له في ذلك ليقلّ منه، فيقول: يا سلمى ما حسنة الدنيا إلّا صلة الإخوان و المعارف.
و كان (عليه السلام) يجيز بخمسمائة و الستمائة إلى الألف، و كان لا يملّ من مجالسة إخوانه.
و قال الأسود بن كثير: شكوت إلى أبي جعفر الحاجة و جفاء الإخوان، فقال:
بئس الأخ أخ يرعاك غنيا و يقطعك فقيرا، ثمّ أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم، فقال: استنفق هذه فإذا فرغت فاعلمني.
و قال: اعرف المودّة لك في قلب أخيك بما له في قلبك.
و نقل عن ابن الزبير محمّد بن مسلم المكي أنّه قال: كنّا عند جابر بن عبد اللّه فأتاه علي بن الحسين و معه ابنه محمّد و هو صبي، فقال علي لابنه: قبّل رأس عمّك، فدنا محمّد بن علي من جابر فقبّل رأسه، فقال جابر: من هذا؟ و كان قد كفّ بصره،
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 659