إن جرى البرق في مداكم كبا * * * من دون غاياتكم كليلا حسيرا
و إذا أزمّة عرت و استمرّت * * * فترى للعصاة فيها صريرا
بسطوا للندى أكفّا سباطا * * * و وجوها تحكي الصباح المنيرا
و أفاضوا على البرايا عطايا * * * خلّفت فيهم السحاب المطيرا
فتراهم عند الأعادي ليوثا * * * و تراهم عند العفاة بحورا
يمنحون الولي جنّة عدن * * * و العدوّ الشقي يصلى سعيرا
يطعمون الطعام في العسر و اليسر * * * يتيما و بائسا و أسيرا
لا يريدون بالعطاء جزاء * * * محبطا أجر برّهم أو شكورا
فكفاهم يوما عبوسا و أعطاهم * * * على البرّ نضرة و سرورا
و جزاهم بصبرهم و هو أولى * * * من جزى الخير جنّة و حريرا
و إذا ما ابتدوا لفصل خطاب * * * شرّفوا منبرا و زانوا سريرا
بخّلوا الغيث نائلا و عطاء * * * و استخفوا يلملما و ثبيرا
يخلفون الشموس نورا و أشر * * * اقا و في الليل يخجلون البدورا
أنا عبد لكم أدين بحبّي * * * لكم اللّه ذا الجلال الكبيرا
عالم أنّني أصبت و أنّ * * * اللّه يؤلي لطفا و طرفا قريرا
مال قلبي إليكم في الصبي الغض * * * و أحببتكم و كنت صغيرا
و تولّيتكم و ما كان في أهلي * * * ولي مثلي فجئت شهيرا
أظهر اللّه نوركم فأضاء * * * الافق لمّا بدا و كنت بصيرا
فهداني إليكم اللّه لطفا بي * * * و ما زال لي وليّا نصيرا
كم أياد أولى و كم نعمة أسدى * * * فلي أن أكون عبدا شكورا
أمطرتني منه سحائب جود * * * عاد حالي بهنّ غضّا نضيرا
و حماني من حادثات عظام * * * عدت فيها مؤيّدا منصورا
لو قطعت الزمان في شكر أدنى * * * ما حباني به لكنت جديرا
فله الحمد دائما مستمرّا * * * و له الشكر أوّلا و أخيرا
القائل: المؤلف ص: 1043- 1044