responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1041

سبيل الترتيب و التدرّج أوّلا، ثم أشار إلى الجمع بين المرتبتين في حدّ ذاته ثانيا، أشار إلى اتّصافه بالفيض، و وصول نفعه إلى سائر الذوات ثالثا.

[معنى قوله أنا ذات الذوات في الذات و إلى الذات]

فقال: «أنا ذات الذوات».

يعني مذوّتها، كما في قوله تعالى: اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ [1] أي منوّرها.

و لمّا كان المذوّت في الحقيقة هو اللّه تعالى، بل تذويته تعالى أيضا بمعنى إيجادها مجازا بناء على بساطته، فلا بدّ من تجوّز في ذلك بإرادة أنّي مكمّل الذوات، أو علّة لإيجادها، و لو كان بسبب كونه (عليه السلام) غاية لإيجادها، و أشار إلى هذين بقوله (عليه السلام):

«في الذات أو للذات» مشيرا بالأولى إلى التكميل، و بالثانية إلى علّية الإيجاد، و كلمة «أو» للتقسيم لا الترديد.

و بيان ذلك أنّ الذات عبارة عن كنه الشيء و حقيقته، و الكنه و الحقيقة هو ما يكون الشيء به من المقوّمات، و سائر الصفات ممّا يتعلّق بها من العوارض و الطوارئ في غير ذات واجب الوجود الذي هو قائم مقام جميع صفات كماله، و ليس صفاته ما وراء ذاته.

ثمّ إنّ الذات إذا خلت عن صفاته الكمالية فهي بمنزلة المعدوم، فالوجود، إن كان يلاحظ بالنسبة إلى الذات و يتعلّق بها أوّلا و يتعلّق بالصفات ثانيا.

و من هذه الجهة فالذات مقدّمة على الصفات في مرتبة الوجود، و أولى بالاعتناء بها و الاعتبار. و لذلك استحقّت اتّسامها بالذات.

لكن لمّا كانت الفاقدة منها لصفة الكمال بمنزلة المعدومة، فكأنّ الواجدة للصفات من جملة الذوات الّتي تتّصف بالكمال بالعرض أولى بأن تطلق الذات على صفاتها، و الأعراض على ذاتها.


[1]. النور: 35.

نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1041
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست