responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 399

يكون من تبعة بعده عن سيده بتجرّيه عليه، كما كان من تبعته بالعصيان في صورة المصادفة، فكما أنه يوجب البعد عنه، كذلك لا غرو في أن يوجب حسن العقوبة، و إن لم يكن باختياره إلّا أنه بسوء سريرته و خبث باطنه، بحسب نقصانه و اقتضاء استعداده ذاتا و إمكانه، و إذا انتهى الأمر إليه يرتفع الإشكال و ينقطع السؤال ب (لم) فإن الذاتيات ضروري الثبوت للذات.

و بذلك أيضا ينقطع السؤال عن أنه لم اختار الكافر و العاصي الكفر و العصيان؟ و المطيع و المؤمن الإطاعة و الإيمان؟ فإنه يساوق السؤال عن أن الحمار لم يكون ناهقا؟ و الانسان لم يكون ناطقا؟.

و بالجملة: تفاوت أفراد الإنسان في القرب منه تعالى و البعد عنه، سبب‌ و اقتضاء استعداده، و إذا انتهى الأمر إلى اقتضاء ذات ممكن الوجود و اقتضاء استعداده يرتفع الإشكال و ينقطع السؤال عن علته، فإن الذاتيات ضروري الثبوت للذات و ينقطع السؤال عن علة اختيار الكافر و العاصي الكفر و العصيان و اختيار المطيع و المؤمن الإطاعة و الايمان. فإنّه يساوق السؤال عن أن الحمار لم يكون ناهقا؟ و الإنسان لم يكون ناطقا؟ و قد أوجز كلّ ذلك بأنّ تفاوت أفراد الإنسان في القرب منه تعالى و البعد عنه سبب لاختلافهم في استحقاق الجنة و درجاتها و النار و دركاتها و موجب لاختلافهم في نيل الشفاعة و عدمه، و تفاوتها أخيرا يكون ذاتيا و الذاتي لا يعلل.

ثمّ تعرّض لما يمكن أن يقال بأنّه لو كان الأمر كما ذكر فلا فائدة في بعث الرسل و إنزال الكتب و الوعظ و الإنذار فأجاب: بأن الفائدة اهتداء من طابت سريرته و طينته إلى ما يكمل به نفسه من العمل إلى المقربات إليه سبحانه، و ليكون حجة على من ساءت سريرته و خبثت طينته في استحقاقه الهلاك باختياره ارتكاب المهلكات‌

نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست