responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 400

لاختلافها في استحقاق الجنة و درجاتها، و النار و دركاتها، [و موجب لتفاوتها في نيل الشفاعة و عدم نيلها]، و تفاوتها في ذلك بالآخرة يكون ذاتيا، و الذاتي لا يعلل.

إن قلت: على هذا، فلا فائدة في بعث الرسل و إنزال الكتب و الوعظ و الإنذار.

قلت: ذلك لينتفع به من حسنت سريرته و طابت طينته، لتكمل به نفسه، و يخلص مع ربه أنسه، ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، قال اللّه تبارك و تعالى:

وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‌ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‌ و ليكون حجة على من ساءت سريرته و خبثت طينته، ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حي عن بيّنة، كيلا يكون للناس على اللّه حجة، بل كان له حجة بالغة.

و لا يخفى أن في الآيات و الروايات، شهادة على صحة ما حكم به الوجدان الحاكم على الإطلاق في باب الاستحقاق للعقوبة و المثوبة، و معه لا حاجة إلى ما استدل على استحقاق المتجري للعقاب بما حاصله: إنه لولاه مع استحقاق‌ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [1] كيلا يكون للناس على اللّه حجة بل كان له حجة بالغة.

أقول: ظاهر كلامه أنّه التزم باستحقاق العقاب على أمر غير اختياري فإن كان المراد من غير الاختياري ما لا يكون حصوله بالإرادة التي ذكرها أهل المعقول مع الالتزام من تمكّن المكلف من تركه و الممانعة عن وجوده و إن تفاوت أفراد الإنسان ذاتا بحسب كونه ممكن الوجود و اختلافهم بحسب الذات و إن يقتضي اختيار الكفر أو الإيمان و الطاعة أو المعصية، إلّا أنّ هذا بنحو الاقتضاء لا العلّية، بحيث لا ينافي التمكّن مما يقتضيه نقصان ذاته أو خبثه، و كذا في حسن سريرته و طيبة ذاته فالالتزام‌


[1] سورة الأنفال: الآية 42.

نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست