هل الخطابات الشفاهية مثل: (يا أيها المؤمنون) تختص بالحاضر مجلس التخاطب، أو تعم غيره من الغائبين، بل المعدومين؟
فيه خلاف [1]، و لا بد قبل الخوض في تحقيق المقام، من بيان ما يمكن أن يكون محلا للنقض و الإبرام بين الأعلام.
فاعلم أنه يمكن أن يكون النزاع في أن التكليف المتكفل له الخطاب هل يصح تعلقه بالمعدومين، كما صح تعلقه بالموجودين، أم لا؟ أو في صحة المخاطبة معهم، بل مع الغائبين عن مجلس الخطاب بالألفاظ الموضوعة للخطاب، أو بنفس توجيه الكلام إليهم، و عدم صحتها، أو في عموم الألفاظ الواقعة عقيب أداة الخطاب، للغائبين بل المعدومين، و عدم عمومها لهما، بقرينة تلك الأداة.
الخطابات الشفاهية
[1] يقع الكلام في المقام في جهات:
الأولى: في إمكان جعل التكليف على المعدومين في زمان الجعل من الذين لا يوجدون بعد ذلك في العصور المتتالية مع الموجودين في زمان الجعل، بأن يكون المنشأ (بالفتح) في الخطاب هو التكليف على كلّ فرد من أفراد المكلّفين من الموجودين في زمان الجعل و من يوجد بعد ذلك بحسب الأزمنة المتتالية و المتعاقبة.
الثانية: هل يمكن للمتكلّم مخاطبة المعدومين زمان الخطاب، و الغائبين عن مجلس التخاطب، أو توجيه كلامه إلى الغائبين و المعدومين ممن يوجدون بعد ذلك؟