(1) هذا الكلام «كله في المقدمة الداخلية. و أما المقدمة الخارجية فهي ما كان خارجا عن المأمور به، و كان له دخل في تحققه»، أي: المقدمة الخارجية هي خارجة عن حقيقية المأمور به، و لها دخل في تحقق المأمور به. و تذكير الضمير في قوله: «له»- مع إنه يرجع لى المقدمة- إنما هو باعتبار الموصول في قوله: «ما كان».
و الكلام في المقدمة الخارجية في مقامين:
المقام الأول: في تعريف المقدمة الخارجية، و ما هو المراد من خروجها.
و المقام الثاني: في أقسامها.
و أما خلاصة الكلام في المقام الأول: فالمقدمة الخارجية: هي خارجة عن حقيقة المأمور به، في مقابل المقدمة الداخلية الداخلة في ماهية المأمور به كأجزائه أعم من الأركان و غيرها، و للمقدمة الخارجية دخل في تحقق المأمور به من دون أن تكون داخلة في ماهيته. هذا ملخص الكلام في المقام الأول. و قد سبق الفرق بينهما في أول تقسيم المقدمة إليهما فلا نعيد تجنبا عن التكرار، و أما الكلام في المقام الثاني؛ و هو: بيان أقسام المقدمة الخارجية:
1- المقتضي- و يقال له السبب أيضا- و هو: المؤثر في المقتضى بالفتح؛ كالنار في إحراق الجسم.
2- الشرط و هو: ما له دخل في تأثير المقتضي في المقتضى كمحاذاة الخشب للنار، فإن النار ما لم تكن محاذية لشيء لم تحرقه.
3- عدم المانع أي: عدم ما يمنع عن تأثير المقتضي في المقتضى؛ كعدم رطوبة الخشب، فإن الرطوبة مانعة عن تأثير النار في الإحراق، فعدمها يكون من مقدمات وجود الإحراق.
4- المعدّ و هو: ما يقرب المعلول إلى العلة كتهيئة الخشب، و وسيلة الإضرام، و نحو ذلك. و الحاصل: أن كل شيء توقف عليه وجود شيء آخر في الخارج من دون أن يكون له تاثير فيه، و لا في تأثير المقتضي فيه فهو معد.
5- العلة التامة و هي: مجموع المقتضي، و الشرط، و عدم المانع، و المعد. فإذا تحقق الجميع فقد تحقق المقتضي و المعلول قهرا بلا فصل زماني؛ و إن كان يتأخر المعلول عن علته رتبة.