مثلا في إتيان الركعة الرابعة أو الركعتين الأخيرتين فهو من موارد قاعدة البناء على الأكثر بلا كلام، فيعمل عمل الشاك بين الثلاث و الأربع أو عمل الشاك بين الاثنتين و الأربع، و إن كان يصدق أنه شك في شيء و هو الركعة أو الركعتين و تجاوز عن محله، فالظاهر أنّ تقديم قاعدة البناء على الأكثر على قاعدة التجاوز في مثله إجماعي، و إذا شك حال التشهد مثلا في إتيان ما عدا القيام من الركعة السابقة بأجمعه أو ما عدا السجدة الأخيرة منها بأجمعه فهو موضع التردد في أنه داخل في أيّ القاعدتين، و وجه التردّد هو الشك في شمول لسان دليل قاعدة البناء على الأكثر لهذا أم لا، و لعل قوله (عليه السلام) «إذا شككت بين الثلاث و الأربع» [1] يشمله، و المسألة محتاجة إلى التأمل و تمام البحث في الفروع.
[أصالة الصحّة في فعل الغير]
قوله: منها قوله تعالى وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناًبناء على تفسيره بما في الكافي[2].
لا يخفى أنه لو أغمضنا عن الرواية المفسّرة تكون الآية ظاهرة في حسن المعاشرة مع الناس بالتكلّم بالأقوال اللينة و المجانبة عن الخشونة في الكلام، و بالجملة أنّها من باب تعليم محاسن الآداب و محامد الأخلاق لا بيان حكم شرعي ظاهري إلّا أنه بملاحظة الرواية المفسّرة يجب حملها على بيان الحكم، و ذلك لأنّ قوله (عليه السلام) في ذيل الرواية «حتى تعلموا ما هو» [3] قرينة على أنّ المراد حمل أفعالهم على الحسن، و إلّا فحسن المعاشرة و القول الليّن لا يختص بمن لم يعلم واقع أفعال الناس و أقوالهم، بل هو مرغوب إليه مطلقا كما يستفاد من
[1] الوسائل 8: 216/ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب 10.