قوله: و يترتّب عليه عدم جريان الاستصحاب في نفس الزمان[1].
محصّل إشكال جريان الاستصحاب في الزمان و الزمانيات وجهان، الأول: أنّ حقيقة الاستصحاب هو البقاء و الابقاء و معناه ليس إلّا وجود الشيء في الزمان الثاني بعد وجوده في الزمان الأول، و هذا المعنى غير متصوّر في الزمان و الزمانيات و إلّا لزم أن يكون للزمان زمان. الثاني: أنه يعتبر في حقيقة الاستصحاب أن يكون نفس المتيقن السابق مشكوكا فيه في اللاحق، و هذا غير معقول في الزمان و الزمانيات لأنّ أجزاء الزمان و كذا الزمانيات لا يمكن اجتماعها في الوجود، فكلّما وجد جزء انعدم قبله الجزء السابق عليه، و حينئذ كلّما حصل اليقين بوجود جزء في السابق حصل اليقين بانعدامه أيضا فكيف يكون المتيقن السابق مشكوك البقاء مع القطع بأنّ الجزء المشكوك غير المتيقن السابق.
قد يقال بل قيل إنّ كلامه هذا من أولوية جريان الاستصحاب في القسمين
- جريان الاستصحاب أنه من قبيل استصحاب الكلي، و بعضها إلى أنّ الوجه عدم بقاء الموضوع، و بعضها إلى أنّ الوجه المثبتية، و لعل كون التشبيه ناظرا إلى الجهة الاولى كما فهمه المصنف أظهر فتدبّر.
ثمّ لا يخفى أنّ ما ذكر كله حال أصالة عدم التذكية في الشبهة الموضوعية و أمّا حال جريان أصالة عدم التذكية في الشبهة الحكمية كما هو المشهور في الألسنة فقد مرّ مفصّلا في رسالة أصل البراءة و في أوائل الاستصحاب أيضا و أنّ التحقيق فيها جريان أصالة الحل و البراءة فراجع.