قد تقدّم: أنّ مفاد الهيئات على قسمين: فقسم منها حكائي، و القسم الآخر إيجادي. و سبق الكلام في هيئات الفعل الماضي و الفعل المضارع و المشتقّات الاسمية، كما مضى الكلام في النداء و القسم و التعجّب و نحوها، و قد أشرنا: أنّ مفادها إيجادي، و قد أوعدناك التكلّم في هيئة الأمر؛ فنقول:
لا يبعد أن يكون الوضع و الموضوع فيها خاصّين.
و إن كنت في شكٍّ في ذلك فلا أقلّ من كون الموضوع له خاصّاً؛ و ذلك لأنّ المتبادر من هيئة الأمر ك- اضرب مثلًا- هو المتبادر من إشارة الأخرس حيث يشير إلى المخاطب و يُغريه نحو مطلوبه. بل مثل إغراء الكلاب المعلَّمة و الطيور الجارحة إلى المقصود بالألفاظ و الأصوات و الحركات المناسبة الموجبة لتشجيعها و تحريكها نحو المطلوب.
و لا فرق بين هيئة الأمر و إشارة الأخرس و تلك الألفاظ و الأصوات في تحصيل البعث و الإغراء بها.