responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 62

و بالجملة: الأفعال القلبيّة امور يُدركها الوجدان، فإنّ الإنسان كثيراً ما يعلم بأهليّة المنصوب من قِبَل من له النصب، لكنّه لا ينقاد له قلباً، و لا يُقِرّ به باطناً؛ لخباثة نفسه أو لجهة اخرى‌، و إن كان في مقام العمل يتحرّك بحركته خوفاً من سطوته، و هكذا حال كثير من الكفّار بالنسبة إلى‌ نبيّنا (صلى الله عليه و آله و سلم) حيث إنّهم مع علمهم بحقيّته- كما نطق به القرآن- لم ينقادوا له قلباً، و لم يُقرّوا به باطناً، و لو كان ملاك الإيمان الحقيقي نفس العلم التصديقي، لزم كونهم مؤمنين حقيقة، أو جعل الإيمان- الذي هو أكمل الكمالات- مجرّد الإقرار باللسان، و كلاهما ممّا لا يمكن الالتزام به‌ [1].

أقول: أمّا ما ذكره: من أنّ الالتزام الباطني من أفعال النفس، فهو مجرّد دعوى يمكن دعوى خلافه.

و أمّا ما ذكره من أنّه ضربٌ من الوجود النُّوري ... إلى‌ آخره.

ففيه: أنّه إمّا وجود مطلق لا ماهيّة له، أو وجود محدود له ماهيّة أصيلة في قِبال الانتزاعيّات، لا سبيل إلى‌ الأوّل، فلا بدّ من أن يكون من الموجودات المحدودة له ماهيّة أصيلة، و كلُّ ما له ماهيّة فهو داخل تحت إحدى‌ المقولات ليس خارجاً عنها.

و أمّا ما ذكره من أنّ الإنسان كثيراً ما يعلم بأهليّة المنصوب ... إلى‌ آخره.

ففيه: أنّه لو علم الإنسان بنبوّة شخصٍ من قِبَل اللَّه تعالى‌ علماً قطعيّاً، امتنع الالتزام القلبي بعدم نبوّته، و أنّه ليس منصوباً من قِبَله تعالى‌. نعم يمكن توهُّم ذلك و مجرّد تصوُّره، لكنّه غير الانقياد القلبي و الموافقة و خلافهما.

و أمّا حال كثير من الكفّار بالنسبة إلى‌ نبيّنا (صلى الله عليه و آله و سلم) فإنّهم مع علمهم بحقيقته و نبوّته و نصبه من قِبَل اللَّه تعالى‌، يجحدون نُبوّته لفظاً و لساناً و بالبناء العملي، و إلّا


[1]- نهاية الدراية 2: 26 سطر 7.

نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست