و الأولى في الجواب: أن يقال بالتخصيص بالنسبة إلى قوله تعالى: «وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»[2]، و اختصاص قوله تعالى: «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً»*[3] باصول الاعتقادات، و لا يصحّ الجواب عنها بتخصيصها لإبائها عن التخصيص.
و بالجملة: الآية الاولى و إن تشمل الفروع أو تختصّ بها، لكنّها غير آبية عن التخصيص، بل قابلة له، و الآية الثانية آبية عن التخصيص، لكنّها تختصّ باصول العقائد، كما عرفت سابقاً.
و منها: أنّه يلزم من حجّيّة أخبار الآحاد عدم حجّيّتها، و ما يلزم من وجوده عدمه فهو محال، فتستحيل حجّيّتها؛ و ذلك لأنّ من أخبار الآحاد إخبار السيّد (قدس سره) الإجماع على عدم حجّيّة خبر الواحد عند الأصحاب، و أنّ العمل به عندهم باطل كالقياس [4]، فيشمله أدلّة حجّيّة خبر الواحد، و مفاده عدم حجّيّة أخبار الآحاد [5].
و الجواب الصحيح عنه هو ما ذكره الشيخ الأعظم (قدس سره): من أنّ أدلّة حجّيّة خبر الواحد إنّما تشمل الأخبار المستندة إلى الحسّ، و الإجماع المنقول ليس كذلك، فإنّه مستند إلى الحدس برأي الإمام، فلا يشمله أدلّة حجّيّة خبر الواحد [6].
و قد تقدّم في مسألة الإجماع المنقول بخبر الواحد: أنّه إنّما يثبت به أقوال