responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 9  صفحه : 207

و في هذه الجهة نتكلّم عن الركن الأوّل و كيفيّة إحرازه؛ إذ قد يُقال: بأنّ غاية ما يمكن للفقيه إدراكه هو إحراز السيرة المعاصرة له، حيث إنّه بالتفاته إلى الخصوصيّات و حيثيّاتها يعرف أنّ السيرة العقلائيّة المعاصرة منعقدة على هذا المطلب، و هو العمل بخبر الثقة في الموضوعات مثلًا، لكن كيف يثبت أنّ هذه السيرة مستمرّة إلى عهد المعصوم؟

و في مقام إثبات ذلك يوجد عدّة وجوه:

الوجه الأوّل: هو أن يجعل نفس انعقاد السيرة و تطابقها مع المطلب في الوقت الحاضر، دليلًا على أنّ هذه السيرة ذات جذور قديمة، و أنّها مستمرّة إلى عهد المعصوم، فمثلًا: حينما يرى الفقيه أنّ المتشرّعة منذ زمن بعيد يلتزمون بالإخفات في صلاة الظهر من يوم الجمعة، حينئذٍ نقول: إنّ هذه السيرة دليل على انعقادها هكذا في عصر المعصوم (عليه السّلام)؛ إذ كيف يُعقل أن يكون المتشرّعة في عهد المعصوم ملتزمين بعكس ذلك، و هو الجهر، و متطابقين على هذا جيلًا بعد جيل، ثمّ فجأةً ينقلبون من هذا إلى نقيضه؛ إذ إنّ هذا التحوّل لو حدث، لكان مربوطاً بظروفٍ استثنائيّة، و كان لا بدّ من ضبطها و الإشارة إليها و التنبيه عليها، بينما لم يُلحظ شي‌ء من هذا في سلوك المتشرّعة، إذن، فبضمّ هذه المقدّمة، و هي صعوبة تحوّل السيرة من النقيض إلى النقيض، يثبت أنّ هذه السيرة كانت موجودة في عهد المعصوم (عليه السّلام).

و هذا الوجه غير تامّ؛ و ذلك لأنّ صعوبة التحوّل التي هي نكتة هذا الوجه مسلّمة، بمعنى: أنّ افتراض التحوّل الفجائيّ في سيرة المتشرّعة- من الجهر إلى الإخفات- فهذا مطلب يقطع بعدمه عادةً؛ إذ لا يُحتمل بحساب الاحتمالات أنّ المتشرّعة الكثيرين كانوا يجهرون بهذا الشكل المستمرّ إلى يوم يتحوّلون بأجمعهم من الجهر إلى الإخفات؛ فإنّ هذا التحوّل الفجائيّ بهذا النحو بعيد.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 9  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست