responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 465

وجدناها كلّها خصوصيات ذهنية من شئون اللحاظ و الصورة الذهنية للماهيّة، فإنّ الصورة الذهنية للماهية في عالم الذهن، تارة ينصب عليها لحاظ العلم، و أخرى لحاظ عدم العلم، و ثالثة، لا ينصب عليها أيّ من اللحاظين، و هذه شئون للصورة، و لهذا تسمّى هذه القيود بالقيود الثانوية، لأنّها قيود للمعقول الأول، بينما نفس العلم و اللّاعلم، معقولات أوليّة لأنّها قيود للخارج.

و نحن حينما نقارن بين القيود الثانوية و الأولية، نجد أنّ القيد الثانوي في القسم الأول، الذي هو «الماهيّة بشرط شي‌ء»، يوازيه قيد و معقول أوّلي هو، نفس العلم، و نجد أنّ القيد و المعقول الثانوي في القسم الثاني، الذي هو «الماهية بشرط لا»، يوازيه معقول و قيد أوّلي هو، نفس عدم العلم، بينما إذا نظرنا إلى القيد و المعقول الثانوي في القسم الثالث الذي هو، «الماهية لا بشرط»، و هو عدم لحاظ العلم و لا اللّاعلم، نرى أنّه لا يوازيه قيد و معقول أولي، و ذلك، لعدم وجود قسم ثالث مستقل من هذا القبيل في الخارج، و من هنا كان القسم الثالث في القسمة الذهنية، يشكل جامعا بين القسمين في القسمة الثنائية الخارجية.

و قد أشرنا سابقا إلى أنّ الجامع بين فردين بلحاظ وعاء، يستحيل أن يكون له وجود مستقل عنهما بلحاظ ذلك الوعاء، لأنّه خلف كما تقدّم، لكن يمكن أن يكون له وجود مستقل في وعاء آخر متأخر رتبة عن ذلك الوعاء، من دون أن يلزم الخلف، و ذلك كما في عالم الذهن، فإنّه يمكن وجود قسم ثالث مستقل، و هو «الماهية لا بشرط»، باعتبار أنّه يمكن لحاظ إنسان غير مقيّد بالعلم و لا بعدمه، و يكون موجودا بوجود مستقل عن «الإنسان العالم، و الإنسان اللّاعالم»، لأنّ هذا الوعاء هو وعاء الذهن، و وعاء جامعيته وعاء الخارج، فلا يقال: بأنّ وجوده المستقل ينافي جامعيته، إذن، فلا يلزم التهافت و الخلف من وجوده المستقل.

ثم إنّ هذه الصور الذهنية الثلاث، إذا لاحظناها بما هي معقولات أولية، يمكن أن تكون بنفسها موضوعا لتعقلات ثانوية، و ذلك لأنّ الذهن بعد أن ينتزع مفهوما من الخارج و يتعقله، يمكنه أن يلتفت إلى نفس تعقله‌

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست