responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 45

الاستعمالي، إن كانت مأخوذة فيه لمجرد كونها عملية اعتبارية من المستعمل للاستطراق بها إلى التمكن من الاستعمال في المجموع، فهي من شئون الاستعمال، و ليس لها ما وراء و محكي في الخارج، و عليه، فلا يقتضي البناء العقلائي حفظ هذه العناية في مرحلة المراد الجدي، لأنه إنما يجب حفظ كل ما يقوله في مرحلة المدلول الاستعمالي، في مرحلة المدلول الجدي إذا لم يكن من شئون الاستعمال.

و إن كانت مأخوذة فيه باعتبار أنّ لها واقعا موضوعيا وراء شئون الاستعمال، فمثل هذا التركيب ينبغي حفظه في مرحلة المراد الجدي، و مقتضى اصالة التطابق حفظه، و ذلك لأن هذا التركيب له ما وراء و هو ليس من شئون الاستعمال.

و من هنا نفرق بين، أكرم كل رجل، و أكرم كل العسكر، فإنّ الأول، مقتضى الإطلاق فيه، كون العموم استغراقيا، لأن المجموعية بحاجة إلى عناية توحيد الكثير في مرحلة المراد الجدي، و لا قرينة على ذلك، بينما الثاني مقتضى الإطلاق فيه كون العموم مجموعيا، ما لم يكن قرينة على الخلاف، لأن نكتة توحيد الكثير، لها واقع و محكي وراء عالم الاستعمال فينبغي حفظه في مرحلة المراد الجدي.

و على ضوء ما ذكرنا آنفا، نستطيع أن نفسّر وجه الفرق بين «كل» الداخلة على المفرد النكرة حيث تفيد العموم الإفرادي و الاستغراق بلحاظ الأفراد، و «كل» الداخلة على المفرد المعرّف باللام حيث تفيد العموم الاجزائي. فتارة تقول: اقرأ كل كتاب، و أخرى تقول: اقرأ كل الكتاب، فالقول الأول نفهم من «كل» الاستغراقية، فيكون كل فرد موضوعا لحكم مستقل، لأن وحدة هذه الكتب ليست إلّا حيثية اعتبارية محضة خلقها المستعمل في مرحلة الاستعمال ليصححه و ليس لها ما بإزاء، بينما كل في القول الثاني نفهم منها المجموعية، أي حكما واحدا قائما بالمجموع، و لذا لو ترك ورقة دون قراءة، يكون قد عصى الأمر، و هذا الفهم في المقامين‌

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست