قد تبين ممّا تقدّم، انّ النسخ ممّا اتّفق على إمكانه جميع المسلمين [1].
و بمناسبة الكلام على النسخ، يقع الكلام على البداء. و البداء كمضمون لا يختصّ به الإمامية فقط، بل أكثر محتملاته ممّا اعترف بها المسلمون، إلّا أنّ البداء كمصطلح ممّا اختصّ به الإمامية فقد ورد لفظ البداء و ما يراد منه من معاني في ضمن عدّة روايات مروية عن أئمة أهل بيت العصمة (عليهم السّلام) توحي بالبداء. و هذه الروايات و إن صحّت عن أهل البيت (عليهم السّلام) إلّا أنّها ممّا لا دخل لها في الأحكام الشرعية، و عليه فلا تكون مشمولة لدليل حجية الخبر الواحد. إذ قد أوضحنا في محلّه أنّ دليل حجيّته مختصّ بخصوص الأحكام الفرعية التنجيزية، و لا يشمل الأخبار الواردة في تقرير المعارف و المفاهيم الإلهية، فإنّ الخبر الواحد فيها ليس حجة و لكن هذه الروايات المتحدثة عن البداء لفظا و روحا، هي متواترة إجمالا، إذ أنّها تزيد على خمسين رواية، و فيها عشرون رواية تقريبا، صحيحة سندا.
و مصدر هذه الروايات، كتاب التوحيد للشيخ الصدوق (قده)، و الكافي