responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 322

موضوعة للخطاب الحقيقي، التي أنكر السيد الخوئي وضع أدوات الخطاب لها، و إن أريد من كونها موضوعة للإنشائي أنّها موضوعة لإيجاد التخاطب بحسب عالم اللفظ فقط، نظير إيجاد التمني و الاستفهام باللفظ، فهذا يناسب مع مسلك صاحب الكفاية (قده) [1] القائل: بأنّ الجمل الإنشائية أو الخطاب الإنشائي موضوع لإيجاد المعنى باللفظ، فالجملة الطلبية عنده (قده) موضوعة لإيجاد معنى الطلب باللفظ.

و هذا المسلك، لا يناسب مسلك السيد الخوئي (قده) القائل: بعدم معقولية إيجاد المعنى باللفظ و أنّ الجمل الإنشائية غير موضوعة [2] لذلك.

و الصحيح، هو ان أدوات الخطاب- بناء على ما هو المختار، من انّ الدلالة الوضعية تصورية دائما سواء في الإنشاء أو الإخبار- كسائر أدوات الإنشاء- موضوعة بإزاء نسبة تصورية مخصوصة بين المخاطب و المخاطب، كالنسبة الطلبية و الاستفهامية و نحوها ممّا نعبر عنها بمفهوم اسمي هو المخاطبة و النسبة الخطابية، فتكون أدوات الخطاب دالة على هذه النسبة دلالة تصورية على حدّ دلالة صيغة «افعل» على النسبة الإرسالية، ثم إن وجد مدلول تصديقي على طبق هذا المدلول التصوري، فهذا معناه: إنّ المتكلم جاد في هذه المخاطبة، و إن لم يكن جادا، بقي المدلول التصوري بلا مدلول تصديقي، فمثلا: صيغة «افعل» موضوعة للنسبة الخاصة بين المخاطب و المخاطب، فإن كان المتكلم جادا، إذن فقد تطابق المدلول التصوري مع المدلول التصديقي، و إلّا فلا.

إذن فلا إشكال في انّ أدوات الخطاب موضوعة لسنخ مدلول تصوري محفوظ في حالتي الجد و الهزل، كما هو الحال في سائر الجمل، و حينئذ، لا يكون أحد الاستعمالين مجازا، بل مع الجد يتطابق المدلولان التصوري و التصديقي، و مع عدم الجد ينفك أحدهما عن الآخر، فلا تطابق.


[1] كفاية الأصول- الخراساني- ج 1- ص 22- 23.

[2] المرجع السابق، فياض ج 5 ص 282- 283.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست