هذا مضافا إلى انه لو فرّعنا على هذا المطلب ان النعتية في العدم بما هو عدم غير معقولة، و أرجعنا العدم النعتي للوجود الملازم للعدم، إذن فما ذا نقول في مورد لا يوجد فيه ملازم وجودي لهذا الأمر العدمي.
2- التقريب الثاني: هو ما يستفاد من كلمات الميرزا (قده) في رسالته المعقودة في حكم اللباس المشكوك.
و حاصله: إنّ وجود العرض- الذي هو من المرتبة الثالثة- هو وجود في نفسه لغيره بغيره، و معنى كونه، انّه وجود في نفسه، يعني انه مضاف إلى ماهيّة قابلة للاستقلال في مقام التعقل و التصور، فوجود البياض في الجسم، هو وجود لماهيّة البياض، و ماهيّة البياض، ماهيّة قابلة في نفسها للتعقل بقطع النظر عن الجسم، إذن فهذا الوجود وجود في نفسه، و هذا يمثل جنبة الماهية، لكن هو في نفس الوقت وجود، و هذا يمثل جنبة التحقق في هذا الوجود، بمعنى انه في عالم التحقق و العين، وجوده في نفسه خارجا هو عين اتصاف المحل به، لا انه وجوده في نفسه شيء، و اتصاف الجسم به شيء آخر كما يقول أصحاب الوجود الرابط.
و حينئذ، فإن أخذ هذا الوجود بلحاظ الحيثية، أي بما هو مضاف إلى ماهية قابلة للاستقلال في مقام التعقل، إذن فيكون هذا محموليا و ان أخذ بما هو مضاف لمحله، و بما هو وجود لغيره، إذن فيكون نعتيا، فالنعتية في المقام عبارة عن أخذ العرض كما هو في الواقع، فإنّ وجود العرض في الواقع في نفسه هو عين وجود موضوعه و محله، فإذا أخذ كما هو في الواقع، إذن يكون قد أخذ على وجه نعتي.
و هذا الكلام غير تام، حيث يرد عليه عدة إيرادات:
1- الإيراد الأول: هو انه إذا فسّر الميرزا (قده) النعتية بهذا المعنى، إذن كيف يفسر الميرزا (قده) النعتية في طرف العدم، مع انّه هو نفسه لم يدّع انّ النعتية في طرف العدم معقولة فقط، بل قال أنها ضرورية في طرف وجود العرض و عدمه على السواء، حينئذ، كيف يتصوره، مع ان عدم العرض ليس