responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 36

هذه الإرادة، و هذا معناه أن الإرادة الشديدة لا تزيد عن الإرادة بشي‌ء، لا بما له الاشتراك و لا بما به الامتياز، لأن ما به الاشتراك و هو الإرادة، و ما به الامتياز هو قوة الإرادة و تأكدها، الذي هو عبارة عن الإرادة، إذن فالإرادة الشديدة و ما به اشتراكها و ما به امتيازها كلاهما إرادة، و أما الإرادة الضعيفة فما به اشتراكها هو الإرادة أيضا، لكن ما به امتيازها هو فقدان الإرادة، و بناء على ذلك فإنّ لفظ الأمر مادة و هيئة، الصادر من المولى، يدل على الإرادة، و عندئذ، إن كان الثابت في نفس المولى هو الإرادة القوية، إذن فالخطاب المولوي يبين تمام حقيقة هذه الإرادة بلحاظ ما به اشتراكها و بلحاظ ما به امتيازها، لأنها بتمامها إرادة، و لا تزيد عن الإرادة بشي‌ء، فما به الاشتراك فيها هو الإرادة، و ما به امتيازها عن غيرها هو الإرادة، و الخطاب الصادر من المولى يفي بالتعبير عن الإرادة، فالتعبير به مناسب للتعبير عن تمام هوية هذه الإرادة، فتمام هوية هذه الإرادة لا يزيد عن الإرادة بشي‌ء، و أمّا إذا كان ما في نفس المولى هو الإرادة الضعيفة، إذن خطاب المولى يعبّر عمّا به الاشتراك في هذه الإرادة عن أصل الإرادة، و أمّا ما به امتياز هذه الإرادة عن الإرادة القوية فلا يعبّر عنه خطاب المولى، لأن ما به الامتياز هو فقدان المرتبة العالية من الإرادة و هذا الفقدان ليس مدلولا لخطاب المولى بالأمر مادة و صيغة.

إذن فالأمر يدور بين أن يكون ما في نفس المولى هو الإرادة القوية، إذن فما هو في نفس المولى بتمامه مبيّن بالخطاب، و بين أن يكون ما في نفس المولى هو الإرادة الضعيفة، إذن فخطاب المولى لا يفي ببيان تمام ما في نفسه، لأن ضعف الإرادة عبارة عن فقدانها، و الفقدان لا يدل عليه الخطاب كما هو واضح، و حينئذ، تجري مقدمات الحكمة، و يقال أن الأصل هو كون المولى في مقام بيان تمام ما في نفسه، فإذا كان تمام مرامه هو الإرادة القوية، إذن فقد بيّنها بتمامها، فقد بيّن ما به الاشتراك و ما به الامتياز، و إن كان تمام مرامه هو الإرادة الضعيفة فهو لم يبيّن تمام مرامه، لأن الإرادة الضعيفة ما به اشتراكها قد بيّن، و ما به امتيازها عن الإرادة القوية فلم يتبيّن، فبمقتضى أصالة كون المولى في مقام البيان، و أنه لو كان يريد تلك المئونة الزائدة لنصب قرينة

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست