responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 106

و ذلك لأن وقوع الوضوء عباديا، يتوقف على ركنين.

الركن الأول، هو أن يكون الوضوء مطلوبا، إمّا خطابا و ملاكا، أو ملاكا فقط، لوضوح أن كل فعل، إذا لم يكن مطلوبا من قبل المولى، لا خطابا و لا ملاكا، فلا معنى للتقرب به نحو المولى.

الركن الثاني، هو أن يؤتى بالفعل، بداع من الدواعي التي تعتبر عقلا، أنها دواع إخلاصيّة للمولى، و راجعة إلى الاهتمام بشئون المولى.

و كلا هذين الركنين، موجود في الوضوء، قبل صلاة الظهر، إذا أتى به بقصد التوصل إلى هذه الصلاة قبل وقتها.

أما الركن الأول، و هو كون الوضوء مطلوبا للمولى، فهو ثابت في المقام، فإن الطلب المولوي للوضوء، ثابت لا بلحاظ الأمر الغيري بل بلحاظ الاستحباب النفسي، بناء على ما هو الصحيح، من أن الوضوء مطلوب بالطلب النفسي، مطلقا، قبل وقت الصلاة، و بعد وقت الصلاة، فالركن الأول للعبادية، محفوظ، ببركة الأمر الاستحبابي بالوضوء.

و أما الركن الثاني، و هو أن يؤتى بالوضوء، بقصد من القصود المعتبرة في نظر العقل قصودا حسنة في مقام العبودية للمولى، فهذا الركن، أيضا محفوظ في المقام، فإنّ من يأتي بإحدى المقدمات، قبل وجوب ذيها، تحفظا، لأجل امتثال أمر المولى في ظرفه، فإنّ مثل هذا القصد، يعتبر ناشئا من الإخلاص في مقام العبودية، و يعتبر قصدا حسنا، و مظهرا من مظاهر الإخلاص في مقام العبودية.

إذن فقد تمّ كلا الركنين، مطلوبية الوضوء شرعا، ببركة الاستحباب، و كون القصد حسنا عقلا، بلحاظ، أن هذا القصد، إخلاص للمولى في مقام العبودية، إذن فالوضوء يصح على واقعه، من دون حاجة إلى صرف المكلّف عن واقع نيته، إلى نية أخرى، و لكن لو احتيج إلى هذا الصرف، فإنه لا يكفي فيه مجرد التلفظ بنية الوضوء، بقصد قراءة القرآن، بل لا بدّ من إحداث نكتة،

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست