و ممّا قلنا ظهر لك أنّ متعلق الأوامر و النواهي هو الطبيعة، حيث إنّ ما يكون موردا لغرض الآمر هو الطبيعة و لا يكون خصوصيات الأفراد موردا لغرضه و لا يكون الفرد مع قطع النظر عن لوازمه الخارجية أيضا موردا لغرضه، فحيث إنّ غرض المولى يكون متعلّقا بصرف وجود الطبيعة، مثلا من تعلّق غرضه بشرب الماء لا يكون متعلّق غرضه إلّا طبيعة الماء و لم يكن الماء الذي كان في الكوز أو في القدح أو غيرهما موردا لغرضه، فبعد عدم تعلّق غرضه بهذه الأفراد كيف تصير الأفراد متعلقا لأمره أو نهيه؟!