و أمّا على التفسير الآخر، و هو أن يكون المراد بالطوائف المجاهدين، و أن يكون التفقّه واجبا على المتخلّفين، فيمكن توجيه الاستدلال أيضا بملاحظة ما سبق كما لا يخفى.
الآية. فإنّ المنقول عن النبيّ (صلى الله عليه و آله) و الأئمّة (عليهم السلام) أيضا من الهدى، و يظهر وجه الاستدلال ممّا بيّنّا سابقا من التبادر، فإنّ الظاهر من وجوب إظهاره أنّه يجب على السّامع الامتثال به، فتأمّل.
[1] أشار الى سادس الايرادات على الآية المذكورة و هو كون التفقه و الانذار مراد من النافرين، و الحذر و القبول مقصودا من المتخلّفين كما هو ظاهر الآية و صريح الرواية، و من ذلك ما رواه عبد المؤمن الأنصاري قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) إنّ قوما يروون أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) قال: اختلاف أمتي رحمة. فقال: صدقوا. فقلت: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب. قال: ليس حيث تذهب و ذهبوا، إنّما أراد قول اللّه عزّ و جلّ:
فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ، فأمرهم أن ينفروا الى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) فيتعلّمون ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم، إنّما أراد اختلافهم في البلدان لا اختلافا في دين اللّه، إنّما الدّين واحد.