الخبرية تشعر [1] من حيث هي هي بوقوع نسبة اخرى خارجة عنها، و لذلك احتملت عند العقل مطابقتها أو لا مطابقتها.
و أمّا النسبة الذّهنية في المركّبات التقييديّة فلا إشعار لها من حيث هي هي، بوقوع نسبة اخرى تطابقها أو لا تطابقها، بل إنّما أشعرت بذلك من حيث إنّ فيها إشارة إلى نسبة اخرى خبريّة.
بيان ذلك، إنّك إذا قلت: زيد فاضل، فقد اعتبرت بينهما نسبة ذهنية على وجه يشعر بذاتها بوقوع نسبة اخرى خارجة عنها، و هي أنّ الفضل ثابت له في نفس الأمر، لكن تلك النسبة الذهنية لا تستلزم [2] تلك النسبة الخارجية استلزاما عقليّا، فإن كانت النسبة الخارجية المشعر بها واقعة، كانت الأولى صادقة، و إلّا فكاذبة، و إذا لاحظ العقل تلك النسبة الذهنية من حيث هي هي، جوّز معها كلا الأمرين على السّواء، و هو معنى الاحتمال.
و أمّا إذا قلت: يا زيد الفاضل، فقد اعتبرت بينهما نسبة ذهنية على وجه لا يشعر من حيث هي هي؛ بأنّ الفضل ثابت له في الواقع، بل من حيث إنّ فيها إشارة إلى معنى قولك: زيد فاضل، إذ المتبادر إلى الأفهام أن لا يوصف شيء إلّا بما هو ثابت له في الواقع، فالنسبة الخبرية يشعر من حيث هي هي بما يوصف باعتباره بالمطابقة و الّلامطابقة، أي الصدق و الكذب، فهي من حيث هي هي محتملة لهما.
و أمّا التقييديّة فإنّها تشير إلى نسبة خبرية، و الإنشائية تستلزم نسبا خبرية [3]،