responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان    جلد : 1  صفحه : 378

[الوهميات‌]

و أما الوهميات: فهى القضايا التى أوجبت اعتقادها قوّة الوهم، فمنها ما هى صادقة يقينية و منها ما هى كاذبة، و الصادق منها هو حكمها فى المحسّات و توابعها مثل حكمنا «بأن الجسم الواحد لا يكون فى مكانين فى آن واحد و ان الجسمين لا يكونان معا فى مكان واحد» .

و الكاذب منها حكمنا فى غير المحسات على وفق ما عهد من المحسات مثل: «أن كل موجود فيجب أن يكون متحيزا مشارا الى جهته و ان العالم اما ملأ لا يتناهى أو ملأ منته الى خلاء» .

و هذه الوهميات قوية جدا لا تتميز فى بادئ الامر و مقتضى الفطرة عن الاوّليات العقلية.

و معنى الفطرة أن يتوهم الانسان كانه حصل فى الدنيا دفعة واحدة و هو بالغ عاقل لكنه لم يسمع رأيا و لم يعتقد مذهبا و لم يعاشر أمة و لم يعرف سياسة و لكنه شاهد المحسات و انتزع منها الخيالات.

ثم عرض على ذهنه شيأ فان لم يتشكك فيه فهو من موجبات الفطرة بذاتها، و ان تشكك لم يكن من موجبات الفطرة بذاتها، و لو قدّر الانسان نفسه بهذه الحالة لوجد من نفسه الشعور بهذه القضايا من غير تردد، لكن ليس كل ما توجبه الفطرة الانسانية صادقا بل الصادق ما توجبه فطرة القوة التى تسمى عقلا.

و انما يعرف كذب الكاذب من هذه القضايا بشهادة الفطرة العقلية و ما يتأدى إليها مقتضاها من القياسات الصحيحة، فان العقل يؤلف قياسات من قضايا لا ينازعه الوهم فى صحتها و استقامتها و لا فى كون التأليف ناتجا. ثم يلزم من تلك القياسات نتائج مناقضة لاحكام هذه القوة فيمتنع الوهم عن قبولها، فيعلم بذلك أنها فطرة فاسدة و جبلة قوية لا يسعها درك خلاف المحسات لقصورها فى نفسها و لذلك تقصر عن درك ذاتها فان الوهم نفسه‌

نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست