نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 377
و لا يمكن أن يزال شك المتشكك فيها بالقياس [1] على غيرها من المجربات و المتواترات، فان تكرر الاحساس قد تنعقد معه التجربة و اليقين المستفاد منها فى بعض الوقائع لبعض الاشخاص، و لا يحصل بمثلها له اليقين فى واقعة أخرى.
و كذلك تواتر الشهادات قد يفيد اليقين فى بعض الوقائع و لا يفيد مثلها فى واقعة أخرى فلا يغنى الاستشهاد بتلك الوقائع المتيقنة مهما [2] تخلف اليقين فى هذه.
[الفطريات]
و أما المقدمات الفطرية القياس: فهى القضايا التى تكون معلومة بقياس حدّه الاوسط موجود بالفطرة حاضر فى الذهن، فكلما احضر المطلوب مؤلفا من حدين أصغر و أكبر تمثّل بينهما هذا الاوسط للعقل من غير حاجة الى كسبه. و هذا مثل قولنا: «ان كل أربعة زوج» فان من فهم الاربعة و فهم الزوج تمثل له الحد الاوسط بينهما و هو كونها منقسمة بمتساويين. فعرف فى الحال كونها زوجا بسببه و ليست معرفة الزوجية للاشياء مستغنية عن الوسط فانه لو كان بدل الاربعة ثمانية و سبعون لم يتمثل فى الحال كونها زوجا ما لم يعرف الوسط.
[1] -بالقياس على غيرها من المجربات و المتواترات. أى بأن يقال ان الّذي فى هذه القضية التى لا تصدق بها هو بعينه فى قضية كذا التى تصدق بها فان فيها تجربة مثلها أو تواترا أو حدسا، و لا يصح أن يقال هذا لان اليقين قد يحصل بالتجربة مثلا فى مسئلة عند شخص و لا يحصل بالتجربة فى المسألة بذاتها عند شخص آخر مع التجربة لنقصها عنده و قد يحصل فى مسئلة دون مسئلة أخرى عند شخص واحد و هكذا يقال فيما بقى.
[2] -مهما تخلف اليقين. أى كلما تخلف اليقين عن الخصم و لم يحصل له مع شيء من هذه الامور لم يغن الاستشهاد بحصول اليقين عند شخص آخر شيأ لاختلاف أثرها فى تحصيل اليقين كما سبق.
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 377