و يقال القوّة [1] لمبدإ [2]
التغيّر من آخر [3] في آخر من حيث إنّه آخر.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: شرع من هاهنا في إثبات القوى، فقدّم تعريف
القوّة، ذكر في سائر [4]
القوّة مبدأ التغيّر من آخر في آخر من [5] حيث إنّه آخر، و إنّما وجب أن يكون من آخر في آخر، لأنّ الشيء
الواحد لو فعل في نفسه صفة لكان ذلك الواحد قابلا و فاعلا معا، و هو ممتنع.
و بتقدير إمكانه يمتنع أن يكون الشيء مبدءا لتغيّر نفسه، لأنّه لو
كان مبدأ الثبوت صفة لنفسه لدامت تلك الصفة له ما دام ذاته موجودا، و إذا كان كذلك
لم يكن متغيّرا في الصفة؛ فثبت أنّه لا بدّ و أن يكون مبدأ تغيّره غيره.