قوله: «و ليس للفاعل في عدمه السابق تأثير، بل تأثير في الوجود
الذي [هو] للمفعول منه [1]».
و اقتصر على ذكر الدّعوى، و نحن بيّنا ذلك.
قوله: «فالمفعول [منه] إنّما هو مفعول لأجل أنّ وجوده، من غيره،
لكن عرض إن كان له عدم من ذاته [و] ليس ذلك من تأثير الفاعل».
هذا الكلام- مع أنّه ليس فيه زيادة بيان- مجمل، لأنّه صرّح [2] بأنّ عدم الحادث له من ذاته، فلو كان
كذلك لكان هذا ممتنعا لا ممكنا.
قوله: «فاذا توهّمنا أنّ التأثير
[3] الذي كان من الفاعل و هو أنّ وجود الآخر منه لم يعرض بعد عدمه- بل
[ربّما] كان دائما- كان الفاعل أفعل، لأنّه أدوم فعلا».
معناه: أنّ ذلك الوجود الصادر من الفاعل لو لم يكن بعد العدم و كان
ذلك [4] الفاعل أفعل، لأنّه فعله أدوم.
أقول هذا الكلام إن صحّ كان ذلك دليلا مستقلا، لكنّه من الخطابيات.
قوله: «فإن لجّ لاج أن الفعل لا يصح إلّا بعد العدم» [5].
هذا سؤال و جواب عنه.
أمّا السؤال فهو: أنّ الفعل لا يصحّ بعد العدم، لأنّ مفهوم الفعل
هذا.