يصحّ أن يفارق الجسم الذي هو فيه، [II[: أو لا يصحّ.
[1] فإن صحّ [A[: فإمّا ينتقل من جسم إلى جسم آخر و يسري فيه
و تكون دائما كذلك، [B[: و إمّا أن لا ينتقل بل يبقى [2] لا في جسم.
فإن انتقل من جسم إلى جسم و لا
[3] يبقى إلّا في واحد منها لزم أنّه إذا فسد البياض في جسم أن يوجد في
الأجسام المماسة له. و لزم أيضا أن لا يكون له قوام بدون الجسم و ذلك هو العرض.
و إن بقى [4]
لا في جسم لزم أن يكون طول و عرض و عمق هو لون، و معنى أنّه طول و عرض و عمق ليس
معنى أنّه لون، و قد يزول اللون و يبقى ذلك الطول و العرض و العمق بعينه.
فإمّا أن تكون [جواهر جسمانية] قد كان للون طول و عرض و عمق غير هذا،
أو يكون لم تكن إلّا هذا.
فإن كان للون [5] مقدار غير هذا، فقد دخل بعد في بعد، و قد بيّنا فساده.
و إن كان اللون ليس له مقدار غير هذا، فليس لذات اللون مقدار، بل
يتقدّر بما يحلّه، و هذا ممّا لا يخالفه. و بهذا يظهر أنّها ليست جسمانية.
و أيضا أنّه إذا فارق الجسم [1]: فإمّا أن يقوم بنفسه، [2]: و إمّا
أن لا يقوم.