و إن كان يصحّ لها أن تخالط الجواهر الجسمانية و تسري فيها- ثمّ
تنتقل من بعضها إلى بعض و لا تقوم إلّا في واحد منها- فيجب إذا فسد البياض في جسم
أن يوجد في الأجسام المماسة له، و كذلك سائر الكيفيات [و ليس الأمر كذلك]، [1] بل يفسد و لا يبقى منه أثر البتة؛
فليس إذا قوامه أنّه في الانتقال.
و إن كان إذا فارق الجسم قام بنفسه [الف]: فإمّا أن يقوم و هو تلك
الكيفية بعينها، فيكون حينئذ بياض [2] في الوجود و ليس بمحسوس، و كلامنا في البياض بما هو محسوس، فإنّ
اسم البياض يقع على اللون الذي من شأنه أن يفعل في البصر تفريقا، فما ليس كذلك ليس
ببياض.
[ب]: و إمّا [3] أن يقوم بنفسه و ليس هو تلك الكيفية، فيكون هناك [4] مشترك من شأنه أن يقارن الأجسام
فيصير بياضا و يفارقها، فيصير لا بياضا. فتكون أوّلا البياض بما هو بياض قد فسد
لكنّه يكون له موضوع، تارة يصير بصفة اللون الذي هو البياض، و تارة يصير بصفة
أخرى؛ فتكون البياضية عارضة لذلك الموضوع، و يكون الموضوع
[5] للبياضية هو المفارق، لكنّا قد بيّنا أنّ المفارق