البحث الثاني: في كون هذه أعراضا أمّا المقدار فلما ثبت أنّه مغاير
للجسمية و أنّ الجسم متصل غير [2] مركّب من أجزاء لا تتجزّى متماسة.
و الدليل على وجود السطح ثبت من تناهي الجسم، لأنّه لو لا ثبوت تناهي
الأجسام لاستحال أن يتعقّل السّطح.
فإن قيل: التناهي عارض من عوارض السطح، و العارض على الشيء يجب أن
تكون متأخّرا عنه، فالتناهي متأخّر [3] عن السطح و إن كان ثبوته للجسم متقدّما
[4] على ثبوت السطح له، فإنّ الحدّ الأوسط قد يكون معلولا للأكبر و إن
كان علّة ثبوته الأصغر [5].
و إذا ثبت السطح ثبت الخط؛ لأنّ السطح إذا قطع حصل الخطّ، و يلزم
الخط ثبوت النقطة، لأنّ الخط إذا فصل حصلت النقطة.
[6] قال الشّيخ:
[في أقسام العلوم و محتدّها]
و من حيّز الكم المتصل تبتدئ الهندسة، و يتشعّب دونه [7] التنجيم