يعيّنه بهذا الأمر ينبغي أن يكون مسكن
[1] الشارع لتذكيره [2] أيضا، ذلك لأنّ ذكره تال لذكر اللّه تعالى
[3] في هذه المنفعة، و لا يكون المادي نصب عين الأمة كافّة، بل يجب أن
يهاجر إليه ليكون أوقع في قلوبهم.
و اعلم أن أفضل العبادات الصلاة؛ لأنّ المصلّى يخاطب اللّه ناج
إيّاه، قائم بين يديه، و لهذا يجب على المصلّي أن يستعدّ بها أوّلا بما جرت العادة
بواحدة الإنسان نفسه عند لقاء [4] الملك الإنساني من الطهارة و النظافة، و يجب أن يسنّ [5] في الطهارة سننا بالغة. و يجب أيضا أن
يسنّ [6] عليهم في الصلاة الخشوع و الخضوع و
غضّ البصر و قبض الأطراف و ترك الالتفات إلى الجوانب، كما يكون الإنسان عند لقاء
الملك الإنساني.
فهذه الأحوال ينتفع بها/DB 65 / العامة في رسوخ ذكر اللّه تعالى و المعاد في
أنفسهم، فيدوم لهم السبب بالسنن و الشرائع، و لو لا هذه المذكّرات تناسوا اللّه
تعالى و المعاد مع انقراض قرن أو قرنين بعد النبي.
فهذا فائدة هذه العبادات بالنسبة إلى الأمور الدنياوية.