الردية- و ليس عندها هيئة غير ذلك، و لا معنى يضادها و ينافيها [1] فتكون لا محالة ممنوة بشوقها إلى
مقتضاها- فتتعذب عذابا [2]
شديدا بفقد البدن و مقتضيات البدن من غير أن يحصل المشتاق إليه؛ لأنّ آلة [3] ذلك قد بطلت، و خلق التعلّق بالبدن
قد بقى.
و يشبه أيضا أن يكون ما قاله بعض العلماء حقا، و هو: إنّ هذه
الأنفس إن كانت زكية و فارقت البدن و قد رسخ فيها نحو من الاعتقاد في العاقبة/DA 84
/ الّتي تكون لأمثالهم على مثل ما يمكن أن يخاطب به العامة و تصوّر في أنفسهم من [4] ذلك، فإنّهم إذا فارقوا الأبدان و
لم يكن لهم معنى جاذب إلى الجهة الّتي هى فوقهم لإتمام كمال فتسعد بتلك [5] السعادة، و لا شوق كمال فتشقى بتلك [6] الشقاوة، بل جميع هيئاتهم النفسانية
متوجّهة نحو الأسفل منجذبة إلى الأجسام.
و لا منع في الموادّ السماوية عن أن تكون موضوعة لفعل نفس فيها.
قالوا: فإنّها تتخيّل جميع ما كانت اعتقدته من الأحوال الأخروية [7]، فتكون
[8] الآلة الّتي يمكنها بها التخيّل شيئا من الأجرام