فإذا فارق و فيه الملكة الحاصلة بسبب الاتصال به كان قريب الشبه من
حاله، و هو فيه. فبما [1]
ينقص في [2] ذلك تزول غفلته من [3] حركة الشوق الذي [له] إلى كماله، و
بما يبقى منه معه يكون محجوبا عن الاتصال الصرف بمحلّ سعادته، و يحدث هناك من
الحركات المتشوّشة ما يعظم أذاه.
ثمّ إنّ تلك الهيئة البدنية مضادّة بجوهرها موذية لها [4]، و إنّما كان يلهيها عنها أيضا
البدن و تمام انغماسها فيه. فإذا فارقت النفس البدن أحسّت بتلك المضادة العظيمة و
تأذّت بها أذى عظيما؛ لكن هذا الألم و هذا الأذى ليس لأمر لازم، بل لأمر عارض
غريب، و العارض الغريب لا يدوم و لا يبقى، فيزول
[5] و يبطل مع ترك الأفعال الّتي كانت تثبت تلك الهيئة بتكرارها،
فيلزم إذن أن تكون العقوبة الّتي بحسب ذلك غير خالدة، بل تزول و تنمحي قليلا
قليلا، حتّى تزكو النفس و تبلغ السعادة الّتي تخصّها.
[في أحوال البلهاء بعد المفارقة عن أبدانهم]
و أمّا النفوس البله الّتي لم تكتسب الشوق فإنّها إذا فارقت البدن
و كانت غير مكتسبة للهيئات [6] البدنية الردية صارت إلى سعة من رحمة اللّه و نوع من الراحة، و إن
كانت مكتسبة لهيئات البدنية