و تلك الشقاوة ليست تكون لكلّ واحد من الناقصين، بل للذين أكسبوا
للقوّة [1] العقلية الشوق إلى كمالها. و ذلك
عند ما يبرهن [2] لهم من أن
[3] شأن النفس ادراك ماهية الكلّ
[4] بكسب المجهول من المعلوم و الاستكمال بالفعل؛ فإنّ ذلك ليس فيها
بالطبع الأوّل، و لا أيضا في سائر القوى، بل هي
[5] شعور أكثر القوى بكمالاتها إنّما يحدث بعد أسباب.
و أمّا النفوس و القوى الساذجة الصرفة
[6] فكأنّها هيولى موضوعة، لم تكتسب البتة هذا الشوق؛ لأنّ هذا الشوق
إنّما يحدث حدوثا، فينطبع [7] في جوهر النفس إذا تبرهن للقوّة النفسانية أنّ هنا [8] أمورا تكتسب العلم بها بالحدود [9] الوسطى على ما علمت.
و أمّا قبل ذلك فلا يكون؛ لأنّ هذا الشوق يتبع رأيا، إذ كلّ شوق
يتبع رأيا؛ [10] و ليس هذا الرأي للنفس أوّليا، بل
رأيا مكتسبا، فهؤلاء