إذا اكتسبوا هذا الرأي لزم النفس ضرورة هذا الشوق، فإذا [1] فارقت و لم
[2] يحصل معها ما تبلغ به بعد الانفصال التمام وقع [ت] في هذا النوع
من الشقاء الأبدي؛ لأنّ أوائل الملكة العلمية إنّما كانت تكتسب بالبدن لا غير، و
قد فات.
و هؤلاء إمّا مقصرون عن السعي في كسب الكمال الإنسى، و إمّا
معاندون جاحدون متعصّبون لآراء فاسدة مضادة للآراء الحقيقية.
و الجاحدون أسوأ حالا لما اكتسبوا
[3] من هيئات مضادّة للكمال.
و أمّا أنّه كم ينبغي أن يحصل عند نفس الإنسان من تصوّر المعقولات-
حتّى تجاوز به الحدّ الذي في مثله تقع هذه الشقاوة، و في تعدّيه و جوازه ترجى له [4] هذه السعادة- فليس يمكنني أن أنصّ
عليه نصا إلّا بالتقريب.
و أظنّ أنّ ذلك أن يتصوّر الإنسان المبادئ المفارقة تصوّرا حقيقيا
و يصدّق بها تصديقا يقينا لوجودها عنده بالبرهان، و يعرف العلل الغائية للأمور
الواقعة في الحركات الكلّية دون الجزئية الّتي لا تتناهى، و تتقرّر عنده هيئة
الكلّ/DA 84
/ و نسبة [5] أجزائه بعضها إلى بعض، و النظام
الآخذ من المبدأ الأول إلى أقصى الموجودات الواقعة في ترتيبه و يتصوّر العناية و
كيفيتها، و يتحقّق أنّ