ذاتها و معشوقها، كما ينسى المرض الحاجة إلى بدل ما يتحلّل، و كما
ينسى المرض الاستلذاذ بالحلو و [1] اشتهائه، و تميل بالشهوة من المريض
[2] إلى المكروهات في الحقيقة؛ عرض لها حينئذ
[3] من الألم بفقدانه كفاء [4] ما يعرض من اللذة الّتي أوجبنا وجودها، و دلّلنا على عظم منزلتها؛
فيكون ذلك هو الشقاوة و العقوبة الّتي لا يعدل بها
[5] تفريق النار للاتصال و تبديلها، و تبديل الزمهرير المزاج [6].
فيكون مثلنا حينئذ مثل الحذر
[7] الذي أومانا إليه فيما سلف، أو الذي عمل فيه نار أو زمهرير، فمنعت
المادّة اللابسة وجه الحس عن الشعور به فلم يتأذ، ثمّ عرض أن زال العائق فيشعر [8] بالبلاء العظيم.
و أمّا إذا كانت القوّة العقلية بلغت من النفس حدا من الكمال
يمكنها به إذا فارقت البدن أن تستكمل الاستكمال التامّ الذي لها أن تبلغه كأنّ
مثلها مثل الخدر [9] الذي اذيق المطعم الألذ، و عرض
للحالة الأشهى و كان لا يشعر به، فزال عنه الخدر، فطالع اللذة العظيمة دفعة. و
تكون تلك اللذة لا من جنس اللذة الحسية و الحيوانية بوجه، بل لذة تشاكل [10] الحال الطيّبة الّتي للجواهر الحية
المحضة و هي [11] أجلّ