نفس صورة اعتقاد رديء أو كفر أو شرّ آخر في نفس أو بدن بحيث لو لم
يكن كذلك لم يكن النظام الكلّي يثبت، فلم يعبأ و لم يلتفت إلى اللوازم الفاسدة
الّتي تعرض بالضرورة. و قيل: «خلقت هؤلاء للنار و لا أبالي، و خلقت هؤلاء للجنة و
لا أبالي» و قيل: «كلّ ميسّر لما خلق له» [1].
[في معرفة الشرّ الذي يكون نقصانا للكمالات الثانوية]
فإن قال قائل: ليس الشرّ شيئا نادرا أو أقليا، بل هو أكثري؛ فليس
هو [2] كذلك، بل الشرّ كثير و ليس بأكثري.
و فرق [3]
بين الكثير و الأكثري [4]؛
فإنّ هاهنا أمورا كثيرة [5]
هي كثيرة [6] و ليست أكثرية، كالأمراض، فإنّها
كثيرة و ليست أكثرية.
فإذا تأمّلت هذا الصنف الذي نحن في ذكره من الشرّ وجدته أقلّ من
الخير الذي يقابله و يوجد في مادته، فضلا عنه بالقياس إلى الخيرات الأخرى الأبدية.
نعم، الشرور الّتي هي نقصانات للكمالات
[7] الثانية فهي أكثرية، و [8] لكنّها ليست من الشرور الّتي كلامنا فيها، و هذه الشرور مثل
[1] . معانى الأخبار/ 397، التوحيد للصدوق/ 356، السنن لابن ماجة ج
1/ 30، السنن للترمذى ج 3/ 302، فتح الباري ج 10/ 492.